كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ} (16) أي فوجب عليها العذاب.
{مَدْحُورًا} (18) أي مقصى مبعدا، يقال: أدحر الشيطان عنك، [ومصدره الدّحور
{وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (23) مجازه: وأمر ربّك.
{فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ} (23) تكسر وتضمّ وتفتح بغير تنوين، وموضعه في معناه ما غلظ وقبح من الكلام.
{فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} (25) أي للتّوابين من الذنوب.
[{المبذّرين} (27) المبذّر هو المسرف المفسد العائث.
{قَوْلًا مَيْسُورًا} (28) أي ليّنا هيّنا، وهو من اليسر.
{وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ} (29) مجازه في موضع قولهم:
لا تمسك عما ينبغى لك أن تبذل من الحق وهو مثل وتشبيه.
{وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ} (29) أي لا تسرف كل السرف، وتبذّر كل التبذير.
{مَلُومًا مَحْسُورًا} (29) أي منضى قد أعيا، يقال: حسرت البعير، وحسرته بالمسألة والبصر أيضا إذا رجع محسورا، وقال الهذلي:
إنّ العسير بها داء مخامرها فشطرها نظر العينين محسور (74)
أي فنحوها.
{وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} (31) كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفقر وهو الإملاق.
{إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيرًا} [31] إثما، وهو اسم من خطأت، وإذا فتحته فهو مصدر كقول أوس بن علفاء الهجيمىّ.
دعينى إنّما خطأى وصوبى ** علىّ وإن ما أهلكت مال

يريد: إصابتى، وخطأت وأخطأت لغتان، زعم يونس عن أبى إسحاق قال: أصل الكلام بناؤه على فعل ثم يبنى آخره على عدد من له الفعل من المؤنث والمذكر من الواحد والإثنين والجميع كقولك: فعلت وفعلنا وفعلن وفعلا وفعلوا، ويزاد في أوله ما ليس من بنائه فيزيدون الألف، كقولك: أعطيت إنما أصلها عطوت، ثم يقولون معطى فيزيدون الميم بدلا من الألف وإنما أصلها عاطى، ويزيدون في أوساط فعل افتعل وانفعل واستفعل ونحو هذا، والأصل فعل وإنما أعادوا هذه الزوائد إلى الأصل فمن ذلك في القرآن {وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ} (15/ 22) وإنما يريد الريح ملقحة فأعادوه إلى الأصل ومنه قولهم: طوّحتنى الطّوائح وإنما هي المطاوح لأنها المطوّحة، ومن ذلك قول العجّاج:
يكشف عن جمّاته دلو الدال

وهى من أدلى دلوه، وكذلك قول رؤبة:
يخرجن من أجواز ليل غاضى

وهى من أغضى الليل أي سكن.
{وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى} (32) مقصور وقد يمدّ في كلام أهل نجد، قال الفرزدق:
أبا حاضر من يزن يعرف زناؤه ** ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكّرا

وقال الفرزدق:
أخضبت عردك للزناء ولم تكن ** يوم اللقاء لتخضب الأبطالا

وقال الجعدىّ:
كانت فريضة ما تقول كما ** كان الزناء فريضة الرّجم

{فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطانًا فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ} (33) جزمه بعضهم على مجاز النهى، كقولك: فلا يسرفنّ في القتل أي يمثّل به ويطوّل عليه العذاب، ويقول بعضهم «فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ» فيرفعه على مجاز الخبر كقولك: إنه ليس في قتل ولى المقتول الذي قتل ثم قتل هو به سرف.
{إِنَّهُ كانَ مَنْصُورًا} (33) مجازه من النصر، أي يعان ويدفع إليه حتى يقتله بمقتوله.
{مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (34) مجازه: بالقوت إذا قام به وعمره من غير أن يتأثل منه مالا.
{حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (34) مجازه: منتهاه من بلوغه، ولا واحد له منه فإن أكرهوا على ذلك قالوا: أشدّ، بمنزلة صبّ والجميع أضبّ.
{إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلًا} (34) أي مطلوبا، يقال: وليسألن فلان عهد فلان.
{وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} (36) مجازه: ولا تتبع ما لا تعلمه ولا يعنيك، وذكر أنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: «نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أمّنا ولا نقفو آباءنا» وروى في الحديث: «ولا نقتفى من أبينا» وقال النّابغة الجعدىّ:
ومثل الدّمى شمّ العرانين ** ساكن بهن الحياء لا يشعن التّقافيا

يعنى التقاذف.
{كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا} (36) خرج مخرج ما جعلوا الخبر عنه والعدد كالخبر عن الآدميّين وعلى لفظ عددهم إذا جمعوا وهو في الكلام:
كلّ تلك، ومجاز {عنه} كقولهم: كل أولئك ذاهب، لأنه يرجع الخبر إلى كل ولفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، وبعضهم يقول: كل أولئك ذاهبون، لأنه يجعل الخبر للجميع الذي بعد كل.
{إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ} (37) مجازه: لن تقطع الأرض، وقال رؤبة:
وقاتم الأعماق خاوى المخترق

أي المقطّع وقال آخرون: إنك لن تنقب الأرض، وليس بشىء.
{أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ} [40] أي اختصكم.
{وَفِي آذانِهِمْ وَقْرًا} [46] أي صما واستكاكا وثقلا وأوله مفتوح والوقر من الحمل مكسور الأول.
{وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُورًا} [46] أي أعقابهم، نفور: جمع نافر بمنزلة قاعد وقعود وجالس وجلوس.
{وَإِذْ هُمْ نَجْوى} [47] وهى مصدر من ناجيت أو اسم منها فوصف القوم بها والعرب تفعل ذلك، كقولهم: إنما هم عذاب وأنتم غمّ، فجاءت في موضع متناجين.
{إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} [47] أي ما تتبعون كقولك ما تتبعون إلّا رجلا مسحورا، أي له سحر وهو أيضا مسحر وكذلك كل دابّة أو طائر أو بشر يأكل فهو مسحور لأن له سحرا، والسحر الرّئة، قال لبيد:
فإن تسألينا فيم نحن فإننا ** عصافير من هذا الأنام المسحّر

وقال:
ونسحر بالشراب وبالطّعام

أي نغذى لأن أهل السماء لا يأكلون فأزادوا أن يكون ملكا.
{أَإِذا كُنَّا عِظامًا وَرُفاتًا} (49) عظاما لم تحطم، ورفاتا أي حطاما.
{يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ} (51) أي يعظم.
{فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} (51) أي خلقكم.
{فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ} (51) مجازه: فسيرفعون ويحركون استهزاء منهم، ويقال: قد نغضت سنّ فلان إذا تحركت وارتفعت من أصلها قال:
ونغضت من هرم أسنانها

وقال:
لما رأتنى أنغضت لى الرأسا

قال ذو الرّمة:
ظعائن لم يسكن أكناف قرية ** بسيف ولم تنغض بهن القناطر

{إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ} (53) أي يفسد ويهيج، وبعضهم يكسر زاى ينزغ.
{كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُورًا} (58) أي مثبتا، مكتوبا، قال العجّاج:
واعلم بأنّ ذا الجلال قد قدر ** في الصّحف الأولى التي كان سطر

أمرك هذا فاحتفظ فيه النّتر

النّتر: الخديعة، قال يونس لما أنشد العجّاج هذا البيت قال: لا قوة إلّا باللّه.
{لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} (62) مجازه: لأستميلنّهم ولأستأصلنهم، يقال: احتك فلان ما عند فلان أجمع من مال أو علم أو حديث أو غيره أخذه كله واستقصاه، قال:
نشكو إليك سنة قد أجحفت

جهدا إلى جهد بنا فأضعفت

واحتنكت أموالنا وجلفّت

{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ} (64) أي استخفف واستجهل.
{بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} (64) جميع راجل، بمنزلة تاجر والجميع تجر وصاحب والجميع صحب.
{أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حاصِبًا} (68) ريحا عاصفا، تحصب قال الفرزدق:
مستقبلين شمال الشام تضربنا ** بحاصب كنديف القطن منثور

أي بصقيع.
{تارَةً أُخْرى} (69) مرّة أخرى والجميع تارات وتير.
{فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قاصِفًا مِنَ الرِّيحِ} (59) أي تقصف كل شىء أي تحطم، يقال: بعث اللّه عليهم ريحا عاصفا قاصفا لم تبق لهم ثاغية ولا راغية.
{ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعًا} (69) أي من يتبعنا لكم تبيعة ولا طالبا لنا بها.
{وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ} (70) أي أكرمنا إلا أنها أشدّ مبالغة في الكرامة.
{يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم} (71) أي بالذي اقتدوا به وجعلوه إماما، ويجوز أن يكون بكتابهم:
{وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} (71) وهو المفتّل الذي في شق بطن النواة.
{فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى} (72) أشدّ عمى.
{لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا} (74) أي تميل وتعدل وتطمئن.
{إِذًا لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ (75)} مختصر، كقولك ضعف عذاب الحياة وعذاب الممات فهما عذابان عذاب الممات به ضوعف عذاب الحياة.
{وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ (76)} رفع {يلبثون} على التقديم والتأخير كقولك: ولا يلبثون خلافك إذا، أي بعدك، قال:
عفت الديار خلافها فكأنما ** بسط الشواطب بينهن حصيرا

أي بعدهن ويقرؤه آخرون خلفك والمعنى واحد.
{لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ (78)} ودلوك الشمس من عند زوالها إلى أن تغيب وقال:
هذا مقام قدمى رباح ** غدوة حتى دلكت براح

براح: قال الطبري: ويروى براح بفتح الباء فمن روى ذلك براح بكسر الباء فإنه يعني أن يضع الناظر كفه على حاجبيه من شعاعها لينظر ما بقي من غبارها وهذا تفسير أهل الغريب أبى عبيدة والأصمعى وأبى عمرو الشيباني وغيرهم وقد ذكرت في الخبر الذي رويت عن عبد اللّه بن مسعود أنه قال: حين غربت الشمس دلكت براح يعني براح مكانا، ولست أدرى هذا التفسير أعنى قوله مكانا من كلام من هو ممن في الإسناد أو من كلام عبد اللّه وإن يكن من كلام عبد اللّه فلا شك أنه كان أعلم بذلك من أهل الغريب الذي ذكرت قولهم وأن الصواب في ذلك قوله دون قولهم وإن لم يكن من كلام عبد اللّه فإن أهل العربية كانوا أعلم بذلك منه إلخ.
ألا ترى أنها تدفع بالراح، يضع كفه على حاجبيه من شعاعها لينظر ما بقي من غيابها والدلوك دنوها من غيبوبتها، قال العجّاج:
والشمس قد كادت تكون دنفا ** أدفعها بالراح كى تزحلفا

{إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ}، أي ظلامه قال: ابن قيس الرّقيّات:
إنّ هذا الليل قد غسقا ** واشتكيت الهمّ والأرقا

{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} (78) أي ما يقرأ به في صلاة الفجر.
{إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُودًا} (78) مجازه: إن ملائكة الليل تشهده وإذا صلّيت الغداة أعقبتها ملائكة النهار.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ} (79) أي اسهر بصلاة أو بذكر اللّه، وهجدت: نمت أيضا [و هو الهجود، قال لبيد بن ربيعة.
قال هجّدنا فقد طال السّرى

يقول: نوّمنا.
{نافِلَةً لَكَ} أي نفلا وغنيمة لك.
{أَدْخِلْنِي مُدْخَل َ صِدْقٍ} (80) من أدخلت، ومن جعله من دخلت قال: مدخل صدق بفتح الميم.
{نَأى بِجانِبِهِ} (83) أي تباعد بناحيته وقربه.
{وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُسًا} (83) أي قنوطا، أي شديد اليأس لا يرجو.
{يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ} (84) أي على ناحيته وخليقته ومنها قولهم: هذا من شكل هذا.
{وَلَقَدْ صَرَّفْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ} (89) أي وجّهنا وبيّنا.
{حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} (90) وهى يفعول من نبع الماء، أي ظهر وفاض.
{عَلَيْنا كِسَفًا} (92) من القطع فيجوز أن يكون واحدا أي قطعة، ويجوز أن يكون جميع كسفة فيخرج مخرج سدرة والجميع سدر، ويجوز أن تفتح ثانى حروفه فيخرج مخرج كسرة والجميع كسر، يقال: جاءنا بثريد كف، أي قطع خبز لم تثرد.
{وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا} (92) مجازه: مقابلة، أي معاينة وقال:
نصالحكم حتى تبوؤا بمثلها ** كصرخة حبلى بشّرتها قبيلها

أي قابلتها فإذا وصفوا بتقدير فعيل من قولهم: قابلت ونحوها جعلوا لفظ صفة الإثنين والجميع من المذكر والمؤنث على لفظ واحد، نحو قولك: هي قبيلى وهما قبيلى وهم قبيلى وكذلك هن قبيلى.
{بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} (93) وهو مصدر المزخرف وهو المزيّن.
{كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيرًا} (97) أي تأجّجا، وخبت سكنت قال الكميت:
ومنّا ضرار وابنماه وحاجب ** مؤجّج نيران المكارم لا المخبى

قال: ولا تكون الزيادة إلّا على أقلّ منها قبل الزيادة قال القطامىّ:
وتخبو ساعة وتشبّ ساعا

ولم يذكر هاهنا جلودهم فيكون الخبوّ لها.
{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} (100) معناه: لو تملكون أنتم.
{وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُورًا} (100) أي مقترا.
{يا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} (102) أي مهلكا. قال ابن الزّبعرى:
إذا جارى الشيطان في سنن ** الغىّ ومن مال ميله مثبور

الزّبعرى الرجل الغليظ الأزبّ، وكذلك الناقة زبعرى.
{وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ} (109) واحدها ذقن وهو مجمع اللّحيين.
{وَلا تُخافِتْ بِها} (110) مجازه: لا تخفت بها، ولا تفوّه بها، ولكن أسمعها نفسك ولا تجهر بها فترفع صوتك، وهذه في صلاة النهار العجما كذلك تسمّيها العرب ولم نسمع في صلاة الليل شيئا. اهـ.